Wednesday, May 12, 2010

سر نجمة داوود عليه السلام








إن نجمة داود هي رمز يتخذها اليهود شعارا لهم و لدولتهم و يضعونها بين خطين متوازيين لونهما ازرق و النجمة أيضا زرقاء اللون و النجمة ترمز إلى اليهود أو إلى بني إسرائيل و الخطين يرمزان إلى نهري النيل و الفرات لأن اليهود مؤمنين بأن الله سبحانه و تعالى قد وهبهم الأرض الواقعة بين نهري النيل و الفرات ( وكل الدول التي عقدت معاهدات استسلام لم تجرؤ على الاعتراض على ما شكل العلم الصهيوني و ما يمثله لأول المبادئ التي قامت على أساسها دولة إسرائيل ألا و هي إنشاء الدولة العبرية و من النيل إلى الفرات والطلب منها أن تغير علمها لأنه بحد ذاته يدل على الأطماع الصهيونية في هذه الأرض و الذي يناقض كل ما تدعيه إسرائيل من حبها و حرصها على العيش مع العرب بصورة سلمية مع إن أول شيء تطلبه الصهيونية من أي حاكم عربي هو الإقرار بحق إسرائيل في الوجود و هم فعلوا ما أرادوا منهم صاغرين ) .







طبعا نحن المسلمين مكلفين بالتصديق بكل الديانات السماوية ( اليهودية و المسيحية ) و بجميع الأنبياء عليهم السلام و أن كل ما جاء به هؤلاء الأنبياء من أوامر أو نواهي هي من الله سبحانه و تعالى و طبيعي أن ما يخبره الله سبحانه و تعالى للأنبياء عليهم السلام من أمور و علامات ستحدث في آخر الزمان يجب أن يكون متشابها و يحمل نفس المعنى و المضمون لأنه يصدر من مشكاة واحدة هي العلم الرباني. و لهذا فأننا سنجد تشابها في علامات و دلائل ظهور و شخص المنقذ الإلهي الموعود في ما بين الديانات السماوية الثلاث و خاصة ما بين الديانة الإسلامية و الديانة اليهودية . و لكن بعض اتباع هذه الديانات تلاعبوا ببعض هذه العلامات و الدلائل لتتوافق مع أهواءهم و ما يريدون … و من هنا ظهرت بعض الاختلافات في ما بين هذه الديانات حول المنقذ الإلهي الموعود.







و لكي نعرف ما هو اصل هذه النجمة و لماذا اتخذها اليهود شعارا لهم فنلجأ إلى الموسوعة البريطانية و التي ذكرت ما يلي عـــــن نجمة داود ( إن التسمية العبرية لنجمـــة داود هو ( مجن داود) أي ( درع داود ) و يلــــــفظ أحيانا ( موجن داود) و هي شكل نجمي من ستة رؤوس يمثل مثلثان متعاكسان متساويي الأضلاع …….) ( إن كلــــــمة ( مجن ) موجودة في اللغة العربية و هي تعني أيضا الدرع أو الترس ) . إن اتخاذ اليهود لهذا الرمز شعارا لهم و الذي يرمز للشجاعة و التضحية و النصر هو تيمنا بما فعله نبي الله داود ( عليه السلام ) عندما انتصر لبني إسرائيل على أعـداءهم الفلسطينيين و قتله لقائدهم ( جالوت ) . و قتـــل ( جالوت ) على يــــد النبي داود ( عليه السلام ) مذكور في القرآن الكريم أيضا .







ولو ذهبنا إلى القرآن الكريم لنعرف ما جاء في خبر داود ( عليه السلام ). فنجد أن الله سبحانه و تعالى قد أعطى له معجزات من ضمنها أن الآن له الحديد ( أي جعل الحديد لينا بيده يشكله كيفما شاء ) فقال تعالى ( و لقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه و الطير و ألنا له الحديد ) 10 سبأ . و علمه صنعة و هي صنع الدروع حيث أن الدروع و بطريقة لم تكن معروفة سابقا فقال تعالى ( و عـلمنه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل انتم شاكرون ) 89 الأنبياء و طلب منـــــه أن يعمله بطريقة خاصة و لـــقد أطلق سبحانه و تعالى اســـم ( سابغات ) على هذه الدروع فقال تعالى ( أن اعمل سابغات و قدر في السرد و اعملوا صالحا إني بما تعملون بصير ) 11 سبأ . من هنا ندرك مما جاء في القرآن الكريم وبما جاء في التاريخ اليهودي من إن اليهود أنفسهم يطلقون على هذا الشكــــل ( النجمة ) مجن داود و يعني درع داود إن شكل الدروع التي قام داود ( عليه السلام ) بصنعها أما كان شكلها هو نفس شكل النجمة أو أن القطع المكون منها كان شكلها يمثل شكل النجمة .







طبعا أن ما قام به نبي الله داود ( عليه السلام ) هو بأمر من الله سبحانه و تعالى و هو ثابت من القرآن الكريم بل أن حتى طريقة عمل هذا الدرع و شكله جاء بتوفيق و أمر من الله سبحانه و تعالى . لقد ذكرت في بداية الكتاب أن كل من اليهود و النصارى و المسلمين ينتظرون رجلا يأتيهم في آخر الزمان لينصر دين الله الحق و سيظهر معه المسيح عيسى بن مريم ( عليه السلام ) و لقد جاء ذكـــر دلائل ظهـوره في التوراة و في الإنجيل و عنـد المســلمين معروف بأسم ( المــهدي ) و من المؤكد انه مكتوب في الزبور أيضا فقد قـــال تعالى ( و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر إن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) 105 الأنبياء. و العباد الصالحون هم الإمام المهدي ( عليه السلام ) و جنوده . أي إن نبي الله داود ( عليه السلام ) قد بين لهم أن هناك رجل سيظهر عند انتشار الظلم والظالمين في آخر الزمان و انه سيرفع كلمة الله و يقهر كل ظالم و كــما بينت التوراة و الإنجيل و وضع مما يمكن أن يكون رمزا أو علامة مميزة له و هو شكل ما يسمى الآن بـ(نجمة داود) و لهذا فان اليهود قد جعلوا هذا الرمز شعارا للنصر و التضحية و الشجاعة فهو يمثل لهم رمزا للرجل الذي سينصرهم على بقية البشر الكفار ( كـــما يعتقدون) و لهذا فأنهم قد جعلوا راية دولتهم مكون من هذا الرمز و وضعوه بين خطــــان متوازيان في هذه الـــــراية ( يمثلان نهري النيل و الفرات ) لأنهم يعتقدون أن هذا الرجل هو الذي سيحقق لهم الوعد الآلهي بمنحهم الأرض التي بين نهري النيل و الفرات و يقيم لهم دولة إسرائيل الكبرى

و لنشرح بطريقه ابسط
 


عندما إشتد البلاء على بني إسرائيل وإستولى العماليق على التابوت الذي يحوي التوراة كاملة بخط نبي الله موسى وبعض من ملابسه وملابس أخاه هارون وعصاه , أصر بنو إسرائيل على إسترجاع التابوت والجهاد ضد العماليق , وكان نبي بني إسرائيل في ذلك الوقت هو النبي الكريم صموئيل عليه السلام أو ( شمويل ) الذي ذكره الله في القرآن حينما قال المولى تعالى ( إذ قالوا لنبي لهم ) فهذا هو شمويل , فطلبت منه بنو إسرائيل القتال في سبيل الله وباقي القصة كما هي في القرآن , وكان زعيم العماليق الفلسطينيين هو عدو الله جالوت ( جوليات) , وكان ملك الإسرائليين هو طالوت , فلما جاء وقت القتال عرض طالوت على بني إسرائيل أن من يقتل جالوت يكن وريثه في الملك ويتزوج بنت طالوت , فتقدم فتى عمره 16 سنة أزرق العينين صائب الشعر في شدة البياض هو داود عليه السلام .




وإسم داود أخذه اليهود العرب والنصارى من واقعة إسمه العبراني وهو Davee`d أو كما يسمى بالإنجليزية (David ) فقرر أن يقاتل جالوت , وكان سلاح داود عليه السلام قبل أن يلين له الله الحديد فيعمل الدروع والخوذ هو المقلاع ( وهي تشبه النبلاة ولكن بثلاث أثقاب لوضع الحجر بعكس النبلاة العادية ذات الثقب الواحد ) , فقام داود برميها على جالوت فاستقطبت جبهته وهي مكان تجمع الأعصاب فقتلته وشكلت رمزا على جبهة جالوت , وأول من أخذ هذا الرمز هو رفيق داود الميداني شاؤول التي أخذها على أنها مثلثين ملتئمين بالعكس , وأخذها اليهود كرمز لهم وذلك لأن الملك في بني إسرائيل كان في ذرية يهوذا بن يعقوب أو ( Jude the son of Jacob ) , وكانت النبوة في نسل لاوي بن يعقوب أو ( Levi the son of Jacob ) فعندما جاء داود عليه السلام فجمع بين الأمرين فكان ملكا على إسرائيل وكان نبيا أيضا , فقالوا أنه أول من إعتلى سدة الملك والنبوة فهو أعظم ملك اليهود , وأخذوا رمزه وسموها نجمة الملك داود ( The Star of David ) , والخطين الأزرقين في الرسمة والتي هي في علم دولة إسرائيل يعبران عن إسرائيل الكبرى التي هي من نهر النيل مرورا بفلسطين وسوريا ولبنان والمدينة المنورة وتبوك وصولا إلى العراق , والله أعلم .







( فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وأتاه الله النبوة والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل ٍ على العالمين * تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين ) البقرة 251 - 252

 

0 comments: